Tuesday, August 4, 2009

العمليات الإنتاجية - المخازن

إدارة العمليات الإنتاجية

المادة الخام الأساسية في صناعة السكر هي قصب السكر والذي يتم إنتاجه في مشروع كنانة، إذ أن كنانة ليست مصنعا للسكر فحسب، وإنما مجمع صناعي زراعي. وخلافا لما هو سائد في معظم بلدان العالم حيث تقوم المصانع بشراء محصول القصب من المزارعين، فإن مجمع كنانة تم تخطيطه من البداية لكي تتكامل فيه عمليات الزراعة والتصنيع. ومن اجل استقرار حصول المصنع على احتياجاته من مادته الخام الرئيسية - قصب السكر - فقد شقت قنوات الري الرئيسية من النيل الأبيض، وتم تأسيس نظام متكامل لرفع الماء وضخه عبر طلمبات ضخمة لكي ينساب عبر القنوات الفرعية لدى مزارع القصب التي تم تخطيطها خصيصا لكي تتفق مع احتياجات المصنع، وذلك من حيث المساحة المزروعة مع مراعاة إنتاجية الفدان. وهذا التنسيق التام بين الزراعة والصناعة هو أحد أسباب النجاح الفني لهذا المشروع. وما كان من الممكن أن تتم استثمارات بهذا الحجم في هذه الصناعة دون التحكم في المادة الخام والاطمئنان على توفرها، وفي الوقت المناسب، وبالكميات المطلوبة؛ وهذا لن يتحقق إن كانت ملكية مزارع القصب لمزارعين أفراد.

مراعاة احتياجات المصنع من قصب السكر لا تتم فقط من حيث زراعة الكميات الكافية، بل توقيت زراعتها بحيث تكون الكميات صالحة للحصاد في شهور مختلفة، أي أن يكون جزء من المزرعة جاهزا لأن يحصد في نوفمبر مثلا وجزء آخر في يناير وجزء آخر في أبريل، وذلك لأن الموسم الإنتاجي يبدأ في نوفمبر وينتهي في أبريل. ولا يفيد العملية الإنتاجية أن يكون كل محصول قصب السكر ناضجا ومعدا للطحن في شهر نوفمبر، لأنه إذا كان كذلك فان نسبة السكروس فيه سوف تتعرض للتدهور في أبريل . الناحية الجوهرية هنا هي أن المادة الخام الرئيسية متوفرة، إذ أن التخطيط للمشروع كان متكاملا والمسؤولية عن إدارته واحده مما يكفل معدلات عالية من الكفاءة.

أما عن تكلفة المادة الخام - قصب السكر- فإنها تراقب بدقة من قبل إدارة الشركة بهدف إحراز تخفيضات في التكلفة. بجانب صلاحية منطقة المشروع لزراعة قصب السكر التي أثبتتها دراسات الجدوى الأولية المستندة على نتائج الزراعة التجريبية، فأن التخطيط العالي للزراعة، والتأهيل العالي للزراعيين، والاهتمام بالأبحاث الهادفة لزيادة الإنتاجية، ومكافحة الآفات، والتحكم في الري، كلها عوامل مساعدة في إنتاج المادة الخام بتكلفة منخفضة. بقية المواد الخام الأخرى التي تحتاج لها هذه الصناعة والتي هي أساساً كيماويات، فإن الشركة تحرص على توفيرها في المواقيت المناسبة وبأفضل الأسعار، إذ انه يتم الحصول عليها وفقا لأسلوب طرح مناقصات.

*****************

نظم مراقبة المخزون

لشركة سكر كنانة نظام حديث لمراقبة مخازن السكر الملحقة بالمصنع. وقد تم وضع ذلك النظام كجزء من التنظيم الكامل للإدارة المالية وإدارة المشتريات وإدارة المبيعات الذي وضعته شركة الكسندر آندبولدوين الأمريكية، ومقرها في هاواي.هناك مخزنان رئيسيان ملحقان بالمصنع سعة كل منها ------طن من السكر وينقل السكر المعبأ في جوالات زنة خمسين كيلو عبر سير كهربائي من المصنع إلى هذه المخازن، وهناك أحكام أمن دقيقة لتنظيم عملية خروج السكر من هذه المخازن.

يمر بداخل هذه المخازن خط حديدي متصل بالسكك الحديدية القومية وذلك لنقل السكر لبعض الأقاليم، مثل الإقليم الشمالي والإقليم الشرقي؛ ويتم شحن عربات النقل بالقطارات بعد مراجعة الوثائق التي تخول لمدير المخزن شحن تلك الكميات باسم الحكومة الإقليمية المعنية. ومن أهم هذه الوثائق إذن تسليم صادر من رئاسة الشركة بالخرطوم، وهذا الإذن يتم إصداره بعد التأكد من تفويض ممثل حكومة السودان (وزارة التجارة والتموين) للشركة بتسليم حصة معينة للحكومة الإقليمية، وأيضا بعد تسديد قيمة تلك الحصة أو الجزء الذي سيتم تسليمه، إما نقدا أو بوسيلة مرضية أخرى تقبلها الشركة. تتم عملية مراجعة دقيقة للكميات المشحونة.

نفس النظام يتبع أيضا عند الشحن بالشاحنات؛ والجدير بالذكر أن النقل بالشاحنات هو الغالب، خاصة في نقل حصص الخرطوم والإقليم الأوسط اللذين لهما تعاقدات مع شركات نقل. المخازن الرئيسية مهيأة بنظام وزن أوتوماتيكي يسجل وزن الشاحنة وهي فارغة ويسجل وزنها بعد تعبئتها بالسكر لكي يتم التوصل إلى صافي الكميات التي تم شحنها؛ وهذه وسيلة إضافية لأسلوب العد. ولتحقيق مزيد من الإحكام في تسليم هذه السلعة التموينية الهامة، وللمحافظة على أموال الشركة وإنتاجها. من الإجراءات التي تتخذها الشركة، تسجيل أرقام الشاحنات والوثائق المؤكدة لشخصية السائق واسم شركة النقل؛ كما تخطر الجهات المسئولة عن أمن السلع التموينية بتفاصيل ذلك، وبوجهة الشاحنات حتى يتسنى لهم توفير الحراسة الكافية لها. أحيانا يتم شحن السكر في الشاحنات مباشرة من السير الكهربائي المتحرك الذي يحمل السكر من المصنع، وفي هذه الحالة تكون الشركة قد وفرت على نفسها عمليات المناولة المتعددة.

يقدم المصنع يوميا نشرة بعدد الجوالات المنتجة وفق التسجيل الأوتوماتيكي لها بالمصنع، ويقدم مدير المخزن تقريرا يوميا بالكميات التي تم تسليمها وخروجها خارج المخزن، وتلك التي تم تخزينها، وتضاف إلى المخزونات السابقة.ولهذا فان وجود جهتين يقوم كل منها بالتسجيل يساعد على المراجعة الدقيقة لموقف الإنتاج والتخزين والتسليم.

نسبة لحيوية سلعة السكر وحرص الحكومات الإقليمية على استلام كمياتها أولا بأول، فأن المخازن الحالية كافية وليس بها تراكمات. وفي بعض الحالات إذا ما بدا للشركة زيادة معدلات التخزين لأي من الأسباب (مثل أزمة الوقود وتوقف الشاحنات)، مما ينذر بامتلاء المخازن، فأن الشركة تتصرف وفقا لما يتطلبه الموقف. أحيانا مثلا تخزن الشركة في الفضاء خارج المصنع، أو تستأجر مخازن في منطقة كوستي المجاورة، ولكن مثل هذا التخزين يلقي عبأ مرهقاً على إدارة المخازن إذ انه يتطلب مزيدا من الإجراءات لضمان سلامة الإنتاج. هذا ما كان من أمر التخزين الإنتاج .أما بالنسبة لتخزين الأسمدة والكيماويات وقطع الغيار وغيرها فان هناك نظاما حديثا ودقيقا يتم اتباعية ويستخدم الكمبيوتر لتنظيم حركة المخازن . تتبع إدارة المخازن إلى الإدارة المالية.

******************

No comments:

Post a Comment